لاتتعجب من نفسك كثيراً لأنك صرت تعيش وتتحرك فى
الحياة مثل الآلة،ولاتندهش أنك ربما تلوم
نفسك كثيرا حين تنظر حولك فتجد فلانا وفلانا صار عظيماً أو شهيراً أو غنياً ،
وتؤنب نفسك وتسشعر دناءتها وتتألم -فقط لدقائق- ثم لاتحرك ساكنا أو تأتى بجديد لتكون
مثلهم ، وتعود بعدها لتدور في روتين يومك المعتاد!.
أمة متناقضة
لقد تأثرت بالمجتمع وتناقضاته نعم..فقد نشأت في أمة
تعاليم دينها " اعقلها وتوكل "، ومع ذلك تختار الطريق الآخر السهل
" سيبها على الله" .. أمة تردد في مأثوراتها الشعبية " القرش
الأبيض ينفع فى اليوم الأسود" ولسان حال الغالبية " اصرف مافى الجيب
يأتيك مافى الغيب"!
أما عن القرش-لمن لايعلم-من الأجيال الجديدة فقد كان ذات
يوم مشهورا كقرش البحر وكان ذو قيمة وجاه - بالرغم أن الجنيه يساوى مائة من مثله،
وكان الكثيرون يحلمون أن يكونوا من حملة الجنيه أما الآن فقد اوشك أن يشيع الى
مثواه مثل أخيه الصغير القرش!
المهم أن البيئة التى تعيش فيها حتما أثرت عليك-لاشك،
ولكن هل ستستسلم بينما العالم كله يجرى من حولك ويُكْبَتْ حُلمك أن يكون لك
شأن-بين جوانحك حتى تموت ؟ أم أنك ارتضيت بالروتين اليومى لحياتك ولاتحلم فتلك
هي الكارثة !
من لايحلم لايتقدم
لابد أن تحلم لكى تتقدم- لذا فلابد أن تتعلم ،ولكى تتعلم
لابد أن تتعلم ماتحب ، لاتضيع سنوات أكثر من عمرك في النظر للآخرين وندب حظك
العاثر لأنه فى الأساس ناتج من سلوكك التى آن لها أن تتغير والبداية من نفسك
والنظر اليها وسؤالها سؤالين هامين :
ماذا أحب ان
أتعلم؟ وماذا أريد من التعلم ؟
فاذا أقبلت على تعلم ماتحب فستتعلم بشغف، واذا علمت ماذا
تريد حتما ستدرك هدفك ..
لاتقل أن الوقت قد فات وانتهى الأمر فأنت مازلت على قيد
الحياة.. لاتقل ان الواسطة والمحسوبية هى التى تحكم الأمور وليس الاجتهاد فللكون
رب يديره "ولايظلم ربك أحدا ".
لاتقل انى صرت كبيرالسن وضعف بصرى فقد تحمل نبى الأمة
صلى الله عليه وسلم مسئولية رسالة الاسلام وكان فى الأربعين من عمره أماعن بصرك
الضعيف فيمكنك ان تسمع وتتعلم بأذنك .. وتذكر أن طه حسين أحد عظماء التاريخ كان
كفيف البصر.. لاتقل أننا نعانى فى الحياة ونعيش بالكاد فذلك أدعى أن تتحرك
فالمعاناة هى التى تولد الفكر والابداع ، وقد
يجعل الله فى سعيك رزقا وفضلا لاتتوقعه فأرض الله واسعة فلاتستسلم لضعفك "
قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قال ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ؟"النساء97
شخصيات فى
سجلات التاريخ
حتى أولئك
الذين عاشوا فى بيئة كافرة تعبد البقر والشمس مثل كونفوشيوس وبوذا- ورغم التحفظ
على فكرهم وفساد عقيدتهم -الا انهم استطاعوا أن يجعلوا لهم أتباع يعتنقون فكرهم
لمجرد أن أفكارهم اشتملت على بديهيات كل الأديان السماوية والتى بالطبع لابد أن
تترك أثرا فى أى شخص من جنس البشر، فدعوا فى فكرهم الى العدل والحب والتسامح وفعل
الخير والاحسان الى الوالدين والأقربين وحسن معاملة الزوجة وكبار السن ، ولم تكن
هذه الأفكارمتداولة فى فكرمجتمعاتهم ،ولم ينقصهم سوى الايمان بالله ووحدانيته ذلك
العنوان الأكبر للعقائد السماوية واستطاعوا أن يجعلوا لأنفسهم مكانا فى سجلات
التاريخ وبين العظماء لتأثيرهم فى مجتمعاتهم بهذه الأفكار الجديدة أنذاك ،
وماموقفك مع ذاتك الآن وكل هذه الأفكار التى كانت يوما سبقا بشريا هى جزء من
عقيدتك وتعلم أن ربك يرزق من يشاء بغير حساب.
أين أثرك
فى الحياة
لاتغضب
ياصديقى وتظن أننى أهاجمك ، ولاتظن كذلك أننى أوافق على السكون والخضوع .. لاتظن
أننى أحفز داخلك الاحساس بالسخط وعدم
الرضا برزق الله ..فحلمك الذى أدعوك لصياغته هو الهدف والطموح والنظر لغدك بشكل
أفضل وليس ذلك الحلم الذى يراه النائم، وليس ذلك من المحرمات أو حتى المكروهات ، وفى
النهاية لو تحقق لك طموحك أو لم يتحقق فكله من رزق الله وفضله الذى رفع به
المجاهدين على القاعدين درجة وبين
الدرجتين مائة عام – فلا تستكين .
كفى
نظرللآخرين ممن هم أعلى منك الا اذا كنت ستبحث وتستفيد من تجاربهم ، كفى نظر
للآخرين ممن هم أدنى منك الا اذا أردت ان تستشعر نعم الله عليك وتسعى لمزيد من
الرزق والطموح والعلم وكل ذلك من الجهاد فى سبيل الله كالمحارب
أبحث عن
مواهبك التى وهبها الله لك ولاتراها رغم أنها داخلك..ابحث ساعة أو ساعتين يومياً
أو حتى أسبوعياً قبل أن يمر الزمن أكثر وتموت وتُدفن ومعك أفكاراً كان من الممكن
أن تفيدك وتفيد العالم من حولك ..
اجعل لك
أثرأً فى الحياة لتظل حيا كتلك الحفنة القليلة من العظماء بين مليارات البشر
أحياءً وأمواتاً.. فالبداية من داخلك عفواً البداية من داخلى فقد كنت أتحدث مع
ذاتى .
تم النشر على موقع مقال كلاود
https://www.makalcloud.com/post/6hef4d35kرحلة-البحث-عن-الذات-مقالات-روائع-الفكر-عبده-عبد-الجواد
تعليقات