عن الذهب ومن ذهب- مقال

عن الذهب ومن ذهب!

مقال بقلم/ عبده عبد الجواد

نقرأ يوميًا عن إستيلاء الأبناء على أموال والديهم عند كبرهم، أو عن اقتتالهم وربما قتل أحدهم الآخر بسبب المال بعد موت الوالدين. فماذا نفعل في تلك القضية الشائكة؟!

أنترك لهم المال والأرض والعقار والذهب، أم نموت ونتركهم يعانون ويسألون الناس؟

حث الشرع الحنيف على ألا نترك أبناءنا عالة على الناس من بعدنا، ولو استطعنا أن نترك لهم ما يسترهم في الحياة لكان أفضل. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  : } إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس {متفق عليه.

بداية، يجب أن تحتفظ بما تملك طيلة حياتك، ولا تتنازل أو تبيع لأحد من أبنائك وأنت على قيد الحياة، لأننا في أيام اتسعت فيها دائرة المعلومات السلبية، بينما توارت أو كادت تختفي القدوة الإيجابية. ومهما ربيت أبناءك، فإن تأثيرات المجتمع أقوى، فهم يعيشون وسط صراع مجتمعي قاتل بين ما تعلمهم إياه من علم وقيم ودين، وبين ما يسمعونه و يرونه من حولهم على وسائل التواصل.

ولن تنتصر بأبنائك إلا بتوفيق الله اولا، ثم بأن تكون صاحب علم وفكر وقيم تنقلها لهم، فتعلّمهم من هو الله، وتربي فيهم الضمير والأخلاق، وتوضح لهم الهدف من الحياة :هل هو العمل وكسب المال والزواج والأولاد و.. و . ؟

 أم أن الحياة أسمى من ذلك، فلا ننغمس في تفاصيلها حتى نموت فجأة بلا أثر ولا موروث يذكرنا به الأحياء؟

علمهم كيف يتعلمون فن الحياة، ليكتسبوا منها المهارات التي تعينهم على غدهم، و يكسبوا بجهدهم وعملهم، ولا تجعلهم ينشغلون بمالك وينتظرون موتك ليقتنصوه،  واهتم بصلاح ذاتك وحلال مالك ليُحفظ ويُحفظوا به من بعدك

ولا تظن أنك مضطر لأن تكنز المال حلالاً أو حراماً لتتركه لأبنائك، فتتحمّل العناء والأوزار، وفي النهاية لن يذكروك ولن يحمدوا جهدك.

واسأل نفسك: هل مات أبناء الفقراء بعد آبائهم ولم يُرزقوا؟!

فلا تحمل نفسك وزرك وأوزارهم بعدك، ففي النهاية سيرثون ما بيدك وما تركت، قليلاً كان أو كثيراً، شئت أم أبيت. فلا تتولَّ أمر الكون، فذلك ليس شأنك، ولا تقسم لهذا أو لذاك ثم ينقلب عليك، فتموت حسرة،  ويتعجب الناس ممن ضيع حياته في امتلاك الأرض والذهب، وانشغل بالدنيا-حتى- عن متعة ما إمتلك، ثم يتصارع من خلفه على ما ترك، ويتساءل الناس بدهشة عن صاحب المال والذهب، فيجيب القليل منهم على استحياء : لقد ذهب!

وإلى لقاء قريب فى مقالات قادمة باذن الله،،
عبده عبد الجواد
#مقالات_عبده_عبد_الجواد

تعليقات