أعلم أنها ليست أمى ! - مقال

أعلم أنها ليست أمى- مقال/ عبده عبد الجواد

(عن مناداة الأزواج أحيانا لزوجاتهم مداعبة بلفظ " ماما "..)
سمع صديقي نهاية مكالمتي مع زوجتي وانا أقول لفظ: يا ماما 
نهرنى بقوة وقال: هذا حرام كيف تقول ذلك فقلقت وبحثت وقرأت وكتبت!
لا أحدثك هنا يا صديق عن رأى شرعي بل أتحدث عن علاقة إنسانية فليتسع صدرك، فأي فتاة حين تتزوج من تحبه وترضى عنه- يملأ نفسها الفرح والسرور، وبعد فترة تحلم بطفل من شريك حياتها وحبيبها، وحين يأتي هذا الطفل من رزق الله وينطق بلفظ: " ماما " تكون انتقاله كبيرة في حياتها ان تسمع هذا اللفظ وسعادتها حينها لا يضاهيها شيئا.. لذا فحينا يناديها زوجها باسمها أو اسم الدلع وأحيانا يناديها مداعبا: ماما!
هي مشاعر إنسانية متكاملة وليست رأياً شرعياً.. فحين تملأ زوجتك كل ثنايا نفسك وحياتك وحين تبادلها نفس المشاعر فلا عجب أن تستشعر فيها عِوَضْ السنين عن كل ما فات.. عن حنان أمك الراحلة والتي كنت تُكَرم من أجلها، وعن رحيل أبيك وشعورك بعده بغربة وقسوة الحياة وشعورك بها كسند قوى.. فتجدها وقد مدت يدها بقوة كالرجال وأمسكت بأحد مجدافي قارب الحياة، تدفعه كما تدفع.. مثلك تماما ً، وتجدها وقد عوضتك عن مشاعر اخوتك الذي انشغل كل منهم بحياته وعمله وأولاده كما انشغلت انت أيضاً وباعدت قسوة الحياة بينكم -المشاعر والمسافات!
فبماذا إذا تستحق ان اناديها..  هي الزوجة والحبيبة.. هي أم الأولاد وشريكة العمر والحياة القاسية.. هي الحياة.. هي كل شيىء.. فلما كانت الأم هي نبع ورمز الحنان فاختصرت تلك المعاني في تلك المداعبة " ماما "!
لا تقلق يا صديق فليست كل النساء تستحق أن يقال لها ذلك، وليس كل الرجال (يُقَدْرُون) ويستحقون كل التضحيات.. أو (يُقَدِرُون) ما تفعله معهم نسائهم ويقابلونه بالمداعبات...!
إنهم قلة يقولون ما تظنه يخالف الشرع بحسن النية فالله يعلم ما تخفى الصدور ولو سألت كل قائل حتما سيرد عليك: أنا لا أقول ذلك دائما بل مداعباً في بعض الأوقات.. أنا أعلم أنها ليست أمي!                
21/11/2019
هوامش:
* رأى الشرع: لا يجوز -ان كان جاداً ويقصد المعنى فهو ظهار،
 أما قوله لها ذلك من قبيل المداعبة وتأليف القلوب -فيجوز)
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرحب بابنته فاطمة الزهراء
 بقوله: مرحبا بأم أبيها
نشر بمقال كلاود على الرابط:

تعليقات