مقال بقلم/ عبده عبد الجواد
كم من مرة اجتهدت وأحسنت، ثم فوجئت أن أقرب الناس إليك لا
يرضون عنك! فهل المشكلة فيك أم فيهم؟
اذا وجدتهم لا يسمعون كلامك ويكرهونك دون أسباب بل ويحاربونك
..لا تعجب.. فتلك فتنتك أو ابتلاؤك فى الدنيا ، ولا تعجب أن منهم الأقربين كالزوجة
والأبناء والأخوة والأقارب والأصدقاء ومنهم آخرين كالجيران وزملاء العمل سواء
رؤساء أو مرؤوسين وغيرهم!
فلم يرضى الناس عن أنبياء الله ومنهم من لم يؤمن أزواجهم أو
أولادهم بهم ولا سيما أقوامهم الذين بُعِثوا فيهم ، ولم ينجُ نبى من الطعن في شخصه
فهو إما ساحر أو مجنون أو ليس أهلاً للرسالة، ولماذا اختاره الله وهو بشر مثلهم
ولم يبعث ملك بالرسالة!
ولم يكتفى الناس بذلك بل طعنوا في الرسالة ذاتها وأنه مؤلفها
وليست من عند الله وأنها مجرد أساطير الأولين وكذبوا بالساعة واليوم الأخر وبعث
الموتى وفى النهاية وبعد اكثر من مائة ألف نبى ورسول هل آمن كل الناس بالله؟ ألا
يوجد حتى اليوم من يعبد الشمس والبقر والنار والأصنام والملحدون الذين لايؤمنون
بالله أصلاً ؟!
حتى ربنا عز وجل الذى خلقهم وأرسل اليهم الرسل لم يتفق عليه
الناس! فربع البشر مسلمون وهم أنفسهم مختلفون فى المذاهب، وربع البشر من أهل
الكتاب مختلفون فيما بينهم فى العقائد والنصف الآخر ملحدون وعبدة أوثان على تنوعهم!
كل أنبياء الله ورسله لم يقولوا سوى ما أمروا به : بلاغ من
الله عز وجل ان أعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً ولم يؤمن إلا قليل من الناس! فماذا تقول انت حتى يقتنع
بك كل الناس ويصدقوك ويخضعوا لك ولرأيك الذى هو فى النهاية كلام بشر يخطئ ويصيب
ويرتبط بمستوى خبرتك وما تعلمت من الحياة!
وهل لك فضل عليهم أكثر من فضل الله خالقهم عز وجل أو فضل
أنبيائه ورسله وهم أهل التقوى والايمان؟!
إذن ما الحل وكيف أستطيع التعامل مع الناس من حولى وإرضائهم؟
اعلم أن عدم رضاء الناس كلهم عنك ليس عيباً، وأن رضاءهم
جميعاً عنك دليل نفاقك لاختلاف أهوائهم فالطبيعى أن يختلف عليك الناس..فافعل ما فعله الأنبياء : الدعوة بالحكمة
والموعظة الحسنة ثم الصبر على البلاء فى تعاملك معهم، فقد أخبرهم ربهم فى كتابه
العزيز : ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ
رَبُّكَ بَصِيراً ﴾ [سورة الفرقان: 20]

تعليقات