اليوبيل الفضى- من حكايات صديقى العجوز

اليوبيل الفضى-مقال عبده عبد الجواد

مرت السنوات سريعاً بحُلوها ومُرها.. لكن مشاعرنا كأول يوم التقينا في بيتهم طارقاً للباب طالباً يدها من أهلها المحترمين.. حكايتنا تقليدية أو كما يسميها أبناؤنا جواز صالونات.. بدأت بترشيح من الأهل.. لم تهمنا الآراء.. فقد مررنا بفترة خطوبة لمدة سنة قبل الزواج لم نركز خلالها على تبادل النكات والذكريات أو إظهار صورتنا على غير الحقيقة بل كنا واقعيين يحكي كل منا بصراحة عن حُلْمَهُ للمستقبل وما يريده ومالا يريده من شريك حياته.. مرت خمسة وعشرون عاما وكبرنا وكبر الأبناء.. وبقت المناقشات المفتوحة التي عودناهم عليها.. وتنتقل المناقشة لشريك الحياة وكيفية الاختيار لنتلقى الرأي الصادم: "نحن لن نتزوج مثلكم لابد أن أعرفه وأحبه، وبكل صراحة نحن لا نعرف كيف استطعتم العيش معا ونحن نرى اختلافا كبيرا بين شخصياتكم فكل منكم على سبيل المثال يعتز برأيه وشخصيته جدا!"
قاطعته ولكنني فعلا أشاركهم السؤال: كيف استطعتم؟
أكمل بكل ثقة نصائحه:
·        أعتز برأيك وشخصيتك مع شريك حياتك ولكن بلا عناد لابد من السماح والتنازل والحوار الهادئ حتى تتغلبوا على مشاكل الحياة.
·        كونوا واقعيين معاً وحالمين معاً في ذات الوقت فلو فهم كل منكم الآخر وعاش معه بكل وجدانه وتصارح معه لعَرِفَ متى يرتفع بسقف طموحه وأحلامه ومتى يعيش الواقع.
·         الابتعاد عن الإهانات مهما كان الغضبفلو كان أحدكم في حالة غضب فليتركه الآخر حتى يهدأ ولايحدثه إلا بكلام قليل يصبره ويطيقه أو ليصمت.
·         الإيمان العميق بأننا بنينا بيتنا ليستمر وصِرْنا في طريق ولن نتراجع وسنظل دائماً معا ونتجاوز كل الأزمات مهما حدث.
أما عن نجاحنا ووصولنا لليوبيل الفضي فالفضل كل الفضل لله عز وجل ثم لشريكة حياتي في النجاح والتي تستحق كل تيجان الحياة وأكاليل الزهور وأغلي جواهر العالم لصبرها وحكمتها واحتوائها لي ولكافة مشاكل الحياة التي واجهتنا.
أنهينا بفضل الله مرحلتي الطفولة والتعليم لأبنائنا وبقيت المرحلة الأخيرة بتجهيزهم للزواج فهل تمنحنا أقدارنا الوقت والصحة والإمكانيات لاستكمال المهمة الأخيرة..
واستطرد صديقي.. هل تعلم أنى أمسكت ورقة وكتبت لزوجتي كلمات كتلك التي كنت أكتبها لها أيام الخطوبة!
دفعني فضولي لسؤاله: ماذا كتبت؟
قال:" كلماتك الجميلة وأفكارك المنظمة وابتسامتك الرقيقة تشعرني بالأمان وكأنني أرى الغد رأي العين.. كل يوبيل فضي وأنت ماستي وجوهرتي الغالية.. كل عام وأنت حبيبتي وحتى آخر العمر" 
1/8/2019
نشر على مقال كلاود على الرابط :


تعليقات