بالونتك ومستقبلك- مقال

بالونتك ومستقبلك - مقال/ عبده عبد الجواد
هكذا يقول أحد اعلانات منتجات الالبان: {ياللا يا بطل.. بالونتك في ايدك، والمستقبل قدامك}
نعم فبمجرد أنه وأمه يشربان هذا النوع من اللبن فقد مشي الطفل بعد الولادة ونزل من السرير بالبالونة الجميلة في طريق مستقبله المشرق- تلك هي فنتازيا الابداع بفن الاعلان الذي أعتبره من أصعب الفنون حيث يجب ان تعرض فكرتك بجاذبية وتركيز وتجعل مشاهدك لا ينسي منتجك ولا اعلانك.. ربما يثير الجدل أحيانا في جرأة التناول أو جعل المشاهد يفهم أكثر من معني حسب رؤيته وقيمه.. يعكف المتخصصون في هذا الفن ثلاثين يوماً او ثلاثين شهراً في دراسة الفكرة وكيفية عرضها في هذا الوقت الزمني القصير. انه فن الاعلان الذي تطور عبر العصور من منادي ينادي على نواصي الاسواق الي لوحات خشبية ثم إعلانات ورقية ثم إعلانات صوتية بالإذاعة إلى إعلانات تليفزيونية بلوحات ثابتة ثم إعلانات بممثلين واخراج ومونتاج وجرافيك ورسوم متحركة.
انه فن الاعلان الذي يقلب الحقائق في أغلب الاحيان ويوجهك لأشياء تشتريها قد لا تناسب دخلك رغبةً في التجربة أو بطلب أبنائك الذي لا تستطيع رفضه أو حتى تأجيله.. انه فن الاعلان الذي يُستخدم أحيانا لأغراض تجارية أو سياسية أو قومية.. انه الفن الذي يبني ويهدم ويجعل الوليد يمشي والصعب سهلا والتافه عظيماً والكبير صغيراً.. انه عالم من السحر والخيال حيث المستحيل في المتناول وكل ذلك في ثلاثين ثانية!  
25/12/2018

تعليقات

‏قال abdou abdelgawad
https://www.facebook.com/groups/1545333268889516/