تجديد الخطاب الدينى بين الجد والهزل-مقال

عندما ينهى شيخ من علماء الدين أى شخص من الذين يتحدثون فى الدين بغير علم يكون الرد السريع عليه : الدين ليس حكرا على شيوخ الأزهر والأوقاف .. ليس فى الاسلام كهنوت و..و.. وبينما يحاول الشيخ جاهدا أن يفهمه أن الموضوع ليس احتكار ولكنه تخصص مثال ذلك : لو عقدت ندوة علمية فى الهندسة فمن يتحدث هل شيخ أم طبيب؟!! ولاأحد يسمع والأصوات المتداخلة المثرثرة بالجهل تطغى وذلك هو الهدف الأهم لكافة برامج التوك شو..الاثارة وارتفاع نسب المشاهدة بغض النظرعن أى شيىء المهم الاعلانات والعمولات ، ولاأعلم لماذا لم يُحاسَب مستضيفى الملحدين ومدعى الألوهية وناكر ى الحديث والسنة ومن يُحِلون شرب السجائر فى رمضان ومن يتحدث عن إرضاع الكبير !!  وهل حرية الاعلام الخاص أن يعرض للمشاهد مايشاء ، لقد سب مدعى الألوهية الله عز وجل دون أدنى مشكلة فلما تحول فى كلامه الى السياسة وسب المجلس العسكرى كان مصيرة الطرد من الاستوديو  فما المعيار ومن الأهم فى نظر الاعلام  الخاص ؟؟
واكتملت المسرحية الهزلية بضرورة تجديد الخطاب الدينى وخلاف الأزهر والأوقاف حول هذا التجديد ومحدداته .
 ولكافة أبطالها أروى لهم موقفين رويا من صديقين لى كانا لايصليان ولايدخلان مسجدا أحدهما كان من المهتمين بالشعر فقط ولعشقه الشديد له كان يسهر ليذاكر وكان فى المرحلة الثانوية وبينما كان صوت المذياع الخافت يسامره داعب أذنه قصيدة اسمها"حديث الروح" بصوت ام كلثوم فتمعن فى الكلمات التى تتحدث عن روح شاعر هامت بين النجوم فى السماء  عشقا لله حتى سمع:" اذا الايمان ضاع فلاأمان ولادنيا لمن لم يحيى دينه" فانتفض وقام وصلى العشاء وكان قرب الفجر فظل يقرأ القرآن حتى أذان الفجر فصلى فى المسجد ولم يترك صلاة بعدها!! 
وأما صديقى الثانى فكان مهتما بالرياضة فجلس يشاهد لقاءً تليفزيونيا للاعب كرة شهير وكان يحكى عن رحلته مع الشهرة من لاعب كرة الى السينما والفن والفنانات حتى سأل نفسه يوما: "لماذا تمضى حياتى هكذا وأشعر بالقلق والملل رغم المال والشهرة وكنت قد تركت الصلاة منذ فترة وسألت نفسى: كم أن الله رحيم وغفور يمهلنى رغم كل الذنوب ورغم قدرته أن يحاسبنى وخطرت ببالى فكرة:فماذا لو نزع الله من العبد حاسة من الحواس الخمس مثلا مقابل كل صلاة لايؤديها من الصلوات الخمس؟! هل كان سيهمل فى الصلاة ؟!.. وفجأة قررت اعتزال كل شىء وبدأت بالفن وقطعت كل علاقتى به فقد كان أساس البلاء"..  كان هذا حديث لاعب الكرة الشهير عن رحلته للعودة الى الله فلما شاهد وسمع صديقى  هذه الكلمات الصادقة مست شيئا ما فى قلبه فقام من أمام التليفزيون وصلى وتاب .!!
وهكذا نُذّكر أصحاب مسرحية تجديد الخطاب الدينى بأن المشكلة ليست فى الخطاب ولكن فى الخطيب الذى يتحدث للناس وأسلوب عرضه للدين ..فالأول إهتدى بقصيدة شعر مُغَناة بأداءٍ راق من غير إفتعال على موسيقى دافئة تمس القلوب، والثانى إهتدى بحديث لاعب كرة وليس من شيخ أو واعظ " من يَهدِ اللهُ فهو المهتدِ ومن يُضلل فلن تَجِدَ لَهُ ولياً مُرشِدَا " - هدانا الله وإياكم أجمعين .
نشر المقال على مقال كلاود على الرابط :


تعليقات