حديث الروح - شعر/ محمد اقبال

حديث الروح للأرواح يسرى وتُدرِكُهُ القلوبُ بلاعناءِ
هتفت بهِ فطار بلا جناحٍ وشق أنينهُ صدر الفضاءِ
ومعدنه ترابيٌ ولكن جرت في لفظِةِ لغة السماءِ
لقد فاضت دموع العشق مني حديثا كان عُلوي النداءِ
فحلق في ربى الأفلاكِ حتى أهاجَ العالم الأعلى بكائي
تحاورت النجومُ وكل صوتٍ بقرب العرش موصول الدعاءِ
وجاوبت المجرةُ عَلّ طيفاً سرى بين الكواكبِ في خفاءِ
وقال البدر هذا قلب شاكٍ يواصل شَدوهُ عند المساءِ
ولم يعرف سوى رضوان صوتي وما أحراهُ عندي بالوفاءِ
أمسيتُ في الماضي أعيش كأنما قَطَع الزمانُ طريق أمسي عن غدي
والطيرُ صادحةٌ على أفنانها تبكي الرُبَى بأنينها المُتجددِ
قد طال تسهيدي وطال نَشِيدُها ومدامعي كالطَلِ في الغُصنِ الندي
فإلى متى صمتي كأني زهرةٌ خرساء  لم تُرزَق براعةَ مُنشدِ
قيثارتي مُلئت بأنات الجوى لابد للمكبوتِ من فيضانِ
صعدت الى شفتي خواطرُ مُهجَتي ليبين عنها منطقي ولساني
أنا ماتعديت القناعة والرضا لكنما هي قصةُ الأشجانِ
يشكو لك اللهم قَلبٌ لم يعش ألا لحمدِ عُلاكَ في الأكوانِ 
من قام يهتف باسْمِ ذاتِكَ قبلنا من كان يدعو الواحدَ القهارَ
عبدوا الكواكب والنجوم جهالةً لم يخلقوا من هديها أنوارا
هل أعلن التوحيد داعٍ قبلنا وهدى القلوب إليكَ والأنظارا
ندعو جَهارا لا إله سوى الذي صنع الوجودَ وقَدّر الأقدارا
اذا الايمانُ ضاع فلا أمانٌ ولا دُنيا لمن لم يحييِ دينا
ومن رضي الحياة بغير دينٍ فقد جَعل الفناءَ لها قرِينا
وفي التوحيدِ للهمم اتحادٌ ولن تبنوا العُلا مُتفرقينا
ألم يُبعَث لأمتكم نبيُ  يوحدكم على نهجِ الوئامِ
ومصحفكم ..وقِبلتكم جميعاً منار للأخوةِ والسلامِ
وفوق الكل رحمنٌ رحيمٌ .. إلهٌ واحدٌ .. ربُ الأنامِ
*********
حديث-الروح-تراث-الشعر-روائع-الفكر-عبده-عبد-الجواد

تعليقات