شعر من روائع التراث

بنلف فى دواير
شعر/ عبد الرحمن الابنودى

بنلف فى دواير والدنيا بتلف بينا

ودايما بننتهى لمطرح ماابتدينا

طيور الفجر تايهة فى عتمة المدينة بتدور

مابنكتبش الرسايل مابننتظرش رد

لاحد فى يوم سمعنا ولابنسمع لحد

طيور العمر تايهة فى عتمة المدينة بتدور

ساكنين فى عالم يعشق الخطر

فيه الطيور بتهرب من الشجر

وتهرب النجوم من القمر

وتهرب الوجوه من الصور

بنلف فى دواير ندور على الأمان

وتلاقينا رجعنا تانى لنفس المكان

ندور .. ندور .. ندور

نحلم ونحلم بالحياة المفرحة

وأتارى أحلامنا بلا أجنحة

ندور.. ندور.. ندور

بجناح حزين مكسور

ساعات نشوف فى العتمة

وساعات نتوه فى النور

ساعات عيوننا بالأسى تفرح

وساعات فى ساعة الفرح منوحة

ولاحاضر ولاماضى

تروس بتلف ع الفاضى

لافينا شباب زعلان

ولافينا شباب راضى

مافيش غير اننا بندور بندور بندور

*****************************

روائع الفكر- من تراث الشعر
قصيدة / حديث الروح
حديث الروح للأرواح يسرى وتُدرِكُهُ القلوبُ بلاعناءِ
هتفت بهِ فطار بلا جناحٍ وشق أنينهُ صدر الفضاءِ
ومعدنه ترابيٌ ولكن جرت في لفظِةِ لغة السماءِ
لقد فاضت دموع العشق مني حديثا كان عُلوي النداءِ
فحلق في ربى الأفلاكِ حتى أهاجَ العالم الأعلى بكائي
تحاورت النجومُ وكل صوتٍ بقرب العرش موصول الدعاءِ
وجاوبت المجرةُ عَلّ طيفاً سرى بين الكواكبِ في خفاءِ
وقال البدر هذا قلب شاكٍ يواصل شَدوهُ عند المساءِ
ولم يعرف سوى رضوان صوتي وما أحراهُ عندي بالوفاءِ
أمسيتُ في الماضي أعيش كأنما قَطَع الزمانُ طريق أمسي عن غدي
والطيرُ صادحةٌ على أفنانها تبكي الرُبَى بأنينها المُتجددِ
قد طال تسهيدي وطال نَشِيدُها ومدامعي كالطَلِ في الغُصنِ الندي
فإلى متى صمتي كأني زهرةٌ خرساء  لم تُرزَق براعةَ مُنشدِ
قيثارتي مُلئت بأنات الجوى لابد للمكبوتِ من فيضانِ
صعدت الى شفتي خواطرُ مُهجَتي ليبين عنها منطقي ولساني
أنا ماتعديت القناعة والرضا لكنما هي قصةُ الأشجانِ
يشكو لك اللهم قَلبٌ لم يعش ألا لحمدِ عُلاكَ في الأكوانِ 
من قام يهتف باسْمِ ذاتِكَ قبلنا من كان يدعو الواحدَ القهارَ
عبدوا الكواكب والنجوم جهالةً لم يخلقوا من هديها أنوارا
هل أعلن التوحيد داعٍ قبلنا وهدى القلوب إليكَ والأنظارا
ندعو جَهارا لا إله سوى الذي صنع الوجودَ وقَدّر الأقدارا
اذا الايمانُ ضاع فلا أمانٌ ولا دُنيا لمن لم يحييِ دينا
ومن رضي الحياة بغير دينٍ فقد جَعل الفناءَ لها قرِينا
وفي التوحيدِ للهمم اتحادٌ ولن تبنوا العُلا مُتفرقينا
ألم يُبعَث لأمتكم نبيُ  يوحدكم على نهجِ الوئامِ
ومصحفكم ..وقِبلتكم جميعاً منار للأخوةِ والسلامِ
وفوق الكل رحمنٌ رحيمٌ .. إلهٌ واحدٌ .. ربُ الأنامِ

                          ************************

سمعت صوتا هاتفا في السحــــــر نــادى من الغيب غفاة البشـــــــر
هبوا املأوا كأس المنى قبــــل أن تملأ كـــــأس العمــــر كف القــدر
لا تشغل البال بماضي الزمــــــان ولا بــــآت العيــش قبـــل الأوان
وأغــنم من الحاضــــر لذاتـــــــه فليس فـي طبـع الليالـي الأمـــــان
غد بظهر الغيب واليوم لــــــــــي وكم يخيب الظــن فــي المقبـــــــل
ولســــت بالغافـــل حتــــى أرى جمــال دنيـــاي و لا اجتلــــــى
القلب قد أضناه عشق الجمـــــال والصـدر قـد ضـاق بمـا لا يقـــــال
يا رب هل يرضيك هذا الظلمــــــا والمـاء ينسـاب أمـــامـــي زلال
أولى بهذا القلب أن يخفقـــــــــــا و في غرام الحـــــب أن يحترقــــا
ما أضيع اليوم الذي مــــر بـــــي من غير أن أهوى و أن أعشقــــــا
أفق خفيف الظل هذا السحـــــــــر نــادى دع النـــوم ونـاغ الوتـــر
فمـــا أطـال النـــوم عمــــــرا ولا قصر من الأعمار طول السهـــــــر
فكـم توالـى الليـل بعـد النهــــــــار وطــال بالأنجــــم هــذا المـــــدار
فأمش الهوينة أن هذا الثـــــــرى مـن أعيـن ساحـرة الاحـــــــــورار
لا توحش النفس بخوف الظنـون وأغنم من الحاضر أمن اليقيـــــــن
فقد تساوى في الثرى راحــــــــل غدا وماض من الوف السنيــــــــن
اطفئ لظى القلب بشهد الرضـاب فإنمـــا الأيــــــام مثــــل السحــــاب
وعيشنــا طيــف خيـــال فنــــــــل حظــك منـه قبـل فـوت الشبــــــاب
لبست ثوب العيش لم استشــــــر وحـــرت فيـــه بيــن شتــى الفكـــر
وسوف أنضو الثوب عني ولــــم أدرك لمـــــاذا جئــت أيــن المغـــــر
يا من يحار الفهم في قدرتــــــــك وتطلـــب النفــس حمــى طاعتـــــك
اسكرنــــي الإثــــــم و لكننــــــي صحـــوت بالأمــــال فـي رحمتــــك
إن لم أكن أخلصت في طاعتـــــك فإننــــي أطمـــــع فــــي رحمتـــــك
وإنمــــا يشفـــع لــي بأننـــي قــد عشـــت لا أشــــرك في وحدتـــــــك
نخفي عن الناس سنى طلعتــــــك  وكل مـــافى الكـــــون من صنعتك
فأنـــت مجــلاه وأنـــت الـــــــذي تــــرى بديــع الصنــع فــي آيتــــك
ان تفصل القطرة من بحرهــــــــا ففــــي مـداه  منتهــــى أمرهــــــا
تقاربــــت يــا رب مــا بيننـــــا مسافــــــة البعــــد علـــى قدرهــــا
يا عالم الأسرار علم اليقــــــــيـن يـا كاشـف الضـر عـن البائسيـــــن
يـا قابـل الأعـذار عدنـــــا إلـــــى ظلــــك فأقبــــل توبـــة التائبيــــــن
@@@@@@@@@

تعليقات