همسات انسانية

أشعار- خواطر- ذكريات-أحلام
البسطاء من فقراء بلادنا وهم كثر يدعون بأبسط الدعاء: يارب مالناش غيرك افرجها من عندك.. الفرج من عندك ياكريم يارب وأهل العلم منهم يدعون بما علموا: اللهم ان كان رزقنا في السماء فأنزله وان كان في الأرض فأخرجه وان كان بعيدا فقربه وان كان آجلا فعجله لنا..لاتستهينوا بدعاء هؤلاء لأنهم الأغلبية ثانيا لأنهم يعانون فعلا فيخرج كلامهم من الأعماق وباخلاص فهل سقطت الأمطار وملأت نيلنا وفاض الي توشكي يوم أن بشرونا بالجفاف .. بقرار أو خطة سياسية؟!
وهل أكتشفت آبار الغاز والبترول ومناجم الذهب كلما أرهبونا بنقص الموارد والعجز الدائم بالميزانية والذى دائما كان الملجأ لديهم اما صندوق النقد الدولي ورفع الدعم وزيادة الأسعار والتبرعات {بمعني: السلف من الفقراء وطبعا بلاعائد} !
واما السلف من الأغنياء بأذون خزانة أو زيادة الفوائد علي المدخرات وطبعا العائد محدد سلفا..لتظل الدنيا هكذا للأغنياء فقط .. ! هل كانت كل الاكتشافات ونسمات الخير التي تداعب وجه بلادنا بقرار أو خطة سياسية أو خمسية؟!
انه السر الذي لم يكتشفه حكامنا حتي الآن اللجوء الي الله واستغلال الطاقات البشرية ونظرة حانية الي فقرائنا فدعائهم هو البديل الرباني لخططنا الفاشلة علي مر العصور. 
********************
ثار العجوز علي الشيخ (الذي أنكر كثرة الجلوس علي الكراسي في المسجد) 
وعقب علي كلمته: " ده مابقاش مسجد "  
قال : "لو ربنا ابتلاك زينا مش هتقول كده"
 وأنكر الحضور انفعال الرجل علي الشيخ الضيف الذي كان زائرا بعد عودته من الخليج.. الا أن الرجل تحدث كثيرا أن الدين يسر وربنا اللي عالم بالناس و..و..!
وحاول الشيخ امتصاص حماس الجميع فقال: من واجبي أن أخبركم بالحكم الشرعي ان الشرع لم ينكر الصلاة قائما وقاعدا وعلي جنبك ولن ينقص ذلك من الأجر شيئا والأجر مع المشقة وأتق الله مااستطعت ثم عقب برأيه: وبهذا فالذي جاء للمسجد سائرا لايجوز أن يجلس ومن يستطيع أن يقف في طابور العيش ربع ساعة لايجوز أن يجلس.! وأنهي كلمته وأنصرف تاركا جدلا لاينتهي حتي الفجر!
وانطوت السنوات سريعا وجلست بين الجلوس في المسجد وسألت نفسي ومن حولي الشباب والمسنين فذلك يجلس لمرض في الأعصاب وآخر في الفقرات وثالث في عينيه و.. و....وكلنا جئنا للمسجد سائرين وأغلبنا يمكنه الوقوف في طابور العيش ولكننا فقط لانستطيع الركوع والسجود!
ولما تذكرت الموقف قلت في نفسي: ليت العجوز اكتفي بأن ديننا يسر والله يعلم بحال كل انسان !
وليت شيخنا الجليل اكتفى بالحكم الشرعى فقط دون رأيه -بأن الأجر مع المشقة واتق الله ماستطعت "
 

عندما ينهى شيخ من علماء الدين أى شخص من الذين يتحدثون فى الدين بغير علم يكون الرد السريع عليه : الدين ليس حكرا على شيوخ الأزهر والأوقاف .. ليس فى الاسلام كهنوت و..و.. وبينما يحاول الشيخ جاهدا أن يفهمه أن الموضوع ليس احتكار ولكنه تخصص مثال ذلك : لو عقدت ندوة علمية فى الهندسة فمن يتحدث هل شيخ أم طبيب؟! ولاأحد يسمع والأصوات المتداخلة المثرثرة بالجهل تطغى وذلك هو الهدف الأهم لكافة 
برامج التوك شو..الاثارة وارتفاع نسب المشاهدة بغض النظرعن أى شيىء المهم الاعلانات والعمولات ، ولاأعلم لماذا لم يُحاسَب مستضيفى الملحدين ومدعى الألوهية وناكر ى الحديث والسنة ومن يُحِلون شرب السجائر فى رمضان ومن يتحدث عن إرضاع الكبير ! وهل حرية الاعلام الخاص أن يعرض للمشاهد مايشاء ، لقد سب مدعى الألوهية الله عز وجل دون أدنى مشكلة فلما تحول فى كلامه الى السياسة وسب المجلس العسكرى كان مصيرة الطرد من الاستوديو  فما المعيار ومن الأهم فى نظر الاعلام  الخاص ؟
واكتملت المسرحية الهزلية بضرورة تجديد الخطاب الدينى وخلاف الأزهر والأوقاف حول هذا التجديد ومحدداته ، ولكافة أبطالها أروى لهم موقفين رويا من صديقين لى كانا لايصليان ولايدخلان مسجدا أحدهما كان من المهتمين بالشعر فقط ولعشقه الشديد له كان يسهر ليذاكر وكان فى المرحلة الثانوية وبينما كان صوت المذياع الخافت يسامره داعب أذنه قصيدة اسمها"حديث الروح" بصوت ام كلثوم فتمعن فى الكلمات التى تتحدث عن روح شاعر هامت بين النجوم فى السماء  عشقا لله حتى سمع:" اذا الايمان ضاع فلاأمان ولادنيا لمن لم يحيى دينه" فانتفض وقام وصلى العشاء وكان قرب الفجر فظل يقرأ القرآن حتى أذان الفجر فصلى فى المسجد ولم يترك صلاة بعدها! 
وأما صديقى الثانى فكان مهتما بالرياضة فجلس يشاهد لقاءً تليفزيونيا للاعب كرة شهير وكان يحكى عن رحلته مع الشهرة من لاعب كرة الى السينما والفن والفنانات حتى سأل نفسه يوما: "لماذا تمضى حياتى هكذا وأشعر بالقلق والملل رغم المال والشهرة وكنت قد تركت الصلاة منذ فترة وسألت نفسى: كم أن الله رحيم وغفور يمهلنى رغم كل الذنوب ورغم قدرته أن يحاسبنى وخطرت ببالى فكرة:فماذا لو نزع الله من العبد حاسة من الحواس الخمس مثلا مقابل كل صلاة لايؤديها من الصلوات الخمس؟! هل كان سيهمل فى الصلاة ؟!.. وفجأة قررت اعتزال كل شىء وبدأت بالفن وقطعت كل علاقتى به فقد كان أساس البلاء"..  كان هذا حديث لاعب الكرة الشهير عن رحلته للعودة الى الله فلما شاهد وسمع صديقى  هذه الكلمات الصادقة مست شيئا ما فى قلبه فقام من أمام التليفزيون وصلى وتاب .!
وهكذا نُذّكر أصحاب مسرحية تجديد الخطاب الدينى بأن المشكلة ليست فى الخطاب ولكن فى الخطيب الذى يتحدث للناس وأسلوب عرضه للدين ..فالأول إهتدى بقصيدة شعر مُغَناة بأداءٍ راق من غير إفتعال على موسيقى دافئة تمس القلوب، والثانى إهتدى بحديث لاعب كرة وليس من شيخ أو واعظ " من يَهدِ اللهُ فهو المهتدِ ومن يُضلل فلن تَجِدَ لَهُ ولياً مُرشِدَا " - هدانا الله وإياكم أجمعين .
*******************


طفولة القلب شيىء جميل ومطلوب ، وليت كل البشر يحتفظون بطفولة قلوبهم والتى تعنى الصفاء والنقاء والاخلاص والصراحة والوضوح ولايهتمون بأن كل هذه المعانى الجميلة تعنى فى عرف الكثير من الناس سذاجة وسطحية!
أما طفولة العقل فلو استمرت فهذا شيىء يعيب الانسان لأنه سيظل معتمدا على الآخرين بدءا من أبيه وأمه ، ومن بعد حين يلتحق بعمل يوما ما سيبحث عن ذى سطوة ليحتمى به ، ويصير مثل كثير من الشخصيات الهلامية التى نراها فى المجتمع!
وهنا يأتى دورنا كآباء أن نساعد أبنائنا على الاحتفاظ بطفولة القلب بتقوية الوازع الدينى وتعليمهم مراقبة الله فى السر والعلن ، وأن الدين عبادة ومعاملة بصدق مع الله ومع كل من حوله فى المجتمع لتتحول هذه الطفولة البريئة الى مايعرف بالضمير.
ثم يتلازم مع ذلك دورنا أيضا فى تربية أبنائنا على التخلص تدريجيا من طفولة العقل بأن يتعود على تحمل المسئولية بدءا من تعويده على شراء لوازم بسيطة للمنزل من السوق وذلك بعد اصطحابه لمرة أو مرتين مثلا ، مرورا بتشجيعه على العمل فى فترة الاجازة الصيفية ليشعر بقيمة العمل ويحتك بالمجتمع ونساعده بالنصائح القليلة ، وكذلك يذهب بنفسه لاستخراج بطاقته الشخصية مثلا ، ونشجع أى مهارة أو هواية عنده ونساعده بأى برامج تدريبية يريد الحصول عليها ، ولانكتفى بالتركيز على ضرورة أن يذاكر المقررات الدراسية فقط ولاشىء بعدها ونشجعه أن يكون دائما متفوقا فى دراسته وهوايته معا ، لنصل به الى تكوين شخصية مستقلة مسئولة .
ليت كل البشر يحتفظون بطفولة قلوبهم لله وإبتغاء لأجره عن نقائهم وصالح أعمالهم، ويحتفظون بطفولة عقولهم أيضا مع الله فهو وحده الجدير بأن نكون فى حماه .
               *******************


تحاملت مذيعة برنامج انتباه - كثيرا على سيدة لأنها تغلق الباب على أمها وتمنعها من الخروج أو تحبسها كما تقول، وهذه السيدة بشهادة الجيران تذهب لأمها يوميا لتطعمها وتعطيها علاجها وتغلق عليها وتذهب لعملها وأولادها ..ذلك لأنها لاحظت فى الفترة الأخيرة أن امها ذات السبعين عاما  تعانى من ضمور فى المخ وعندما تنزل إلى الشارع تقف لتتسول من الناس وقد تصدمها سيارة لذا منعتها من الخروج خوفا عليها .. ماهى المشكلة لا ندرى ؟ وظلت طوال الحوار تقاطعها : لا ماتحبسيهاش --هو شو إعلامى وبرامج وخلاص !  
 *******************

  • الستر هو المعنى الكبير للحجاب ، ولاتوجد امراة فى الكون لاتعلم كيف يكون ملبسها ساتراً أو حاجباً .. حتى تلك الخصلة التى تتسلل من تحت حجابها على جبهتها ليست رغما عنها .!
  • تلبس البنات اليوم بلوزة فوقها نصف فستان بدون كم، فوقه جزء آخر بكم، وتحته بنطلون وفوق الرأس عدة قطع أيضا .. أتصور لو طلب شرعا لبس كل هذا ما وافقت واحدة .
                                           ********************        
      الهروب

 ضاقت نفسك من الحياة .. تريد الهروب والبحث عن مخرج .. تأخذ أجازة تبتعد .. لاجديد .. لاترى الطريق وتريد صديق تحدثه ويحدثك بلا خوف .. فقم وحدثه بسجود صلاتك فهو قريب ، وانصت لحديثه بين سطور قرآنك.

                                       *********************
            تأملت أناملى


 تاملت أناملى .. أرى أربعة منهم يصطفون متفاوتى   الأحجام ورغم تجمعهم فهم لايستطيعون حمل أى شىء وحدهم وكبيرهم الابهام يقف يراقبهم ويتأملهم .. يقف ولكن ليس كما يقفون .. هناك حكمة بالغة فرضت عليه تلك الوقفة المختلفة .. بنيانه وطوله قد يكون أقل منهم قليلا ولكنه سندهم جميعا فيهب لمساعدتهم دون طلب .. هو يعلم حجم قوتهم لذا لاينتظر .. تذكرت أخواتى الثلاث الذين صاروا ينتظروننى بنظرات الترقب .. فقد صرت الآن كبيرهم .. كم صرت أعانى ويعانون .. كم ثقلت الحُمول فقد قَطِع ابهامنا جميعا  يوم مات أبونا !

                                                     ********************
                                         خواطر متنوعة
  •  زمان كانوا يداعبون من يحلق شعره بقولهم " الفرخة باضت " فقد كانت البيضة هى قيمة الحلاقة والآن ومع زيادة أسعار كل شىء صرنا لانريد حتى مجرد المداعبة 
  • قديما فالوا : " ابن الحاكم يتيم " لاعتماده على أبيه وقلة خبرتة فيشعر بقسوة الحياة بعده .. فاترك ابنك يتعلم ولاتجعله يستشعر احساس اليتيم حتى فى حياتك . 
  •  لاتفرح بالكثير السهل المنال فقد يكون نذير ووبال .. فاذا غضب الله على عبد رزقه من حرام فاذا مااشتد غضبه بارك له فيه .
  • الاحساس بالألم نعمة كبيرة من الله لنتحرك ونبحث عن المرض وعلاجه ..وأشد الأمراض قسوة وخبثا غالباماتكون بلا ألم وبلا نذير .. عافانا الله واياكم .
  • اذا كان كل مايشغلك فى حياتك هو الأموال والأولاد فقد انشغلت بالفروع وتركت الجذور فهم زينة ( شىء يجمل الحياة ) وليسوا كل الحياة ..املأ إناء نفسك بالايمان 
  •  أكتب كل شىء تتعلمه حتى لاتنساه ( فالعلم صيد والكتابة قيد ) هكذا نصحتنى رفيقتى كما نصحها أبوها وحين بحثت وجدتها فى حديث نبوى ، وعند الشافعى فى شعره .. رحم الله من علمها فعلمتنى .
  • هو ينظر الينا باشمئزاز وكبرياء .. أما نحن فطالما نثق فى نظافتنا وطهارة قلوبنا .. طالما لسنا وضعاء إلا لله فلينظر وليمتد بصره كما يشاء .. ربما ينظر فى مرآة  لا نراها نحن .!
  • يظن وهو ينادى الجميع بأسمائهم أن ذلك من سمات الكبير ..ليته سمع الساعى العجوز يمدح سابقه لمجرد قوله له (ياعم فلان )  ليس منا من لم يوقر كبيرنا.
********************

علامة ياصديق

  اذا لاحظت ان صديقك يرتدى ألوانا داكنة دائما لايغيرها وكلماته قليلة عن  المعتاد .. فتلك علامات الاكتئاب .. 
أدعو له واقترب منه ان كنت حقا  صديق .

                                          *******************
                                              رسالة من الله

لا تفرحوا أيها التجار - أصحاب شركات أجهزة التكييف والمبردات والمراوح- لا تفرحوا بموجة الحر الشديد التي تعصف بالناس -وتغالوا في الأسعار فمهما كسبتم فلن يفيد مع نوائب الأيام، وقد يغير الله من حال الى حال! 
فتلك رسالة من الله فهل أدركتم؟
لا تسيروا مع التيار بحجة ارتفاع أسعار الدولار وتعويم الجنيه المصري وتفرحوا بسوق لا ضابط فيه ولا رابط ولارقيب من البشر، فلا تنسوا فمن ورائكم رقيب عتيد.
فقد يتغير الحال فجأة، واستفيدوا من تجربة تجار الدجاج في فترة انفلونزا الطيور، وتجربة الجزارين في فترة انتشار انفلونزا الخنازير والطاعون والحمى القلاعية مروراً بإحجام الناس عن اللحوم بعد انتشار خبر ذبح الحمير، ولاحول ولاقوة الا بالله!
وتجربة تجار الأسماك في فترة تلوث البحيرات وارتفاع نسب الرصاص والتلوث!
ليتكم تتذكرون أصدقاءكم التجار في تلك الفترة وكيف كانوا يعيشون ولو طالت الفترة قليلا لأفلسوا جميعا ولكن أدركتهم رحمة الله الواسعة
وأنتم أيضا- أيها الناس- لا تضيقوا من موجة الحر الشديد في الصيف فتلك رحمة من الله لكي لاتكتوا بنار الأسعار، وأيضا رسالة من الله الى أصحاب الأراضي والحدائق ومن ورائهم التجار والوسطاء بأن يترفقوا بنا ويبيعوا سلعهم بالأسعار التي كان من المفترض البيع بها لو كانت ضمائرهم يقظة، ويلحقوا بتصريفها بسرعة قبل التلف من الحر الشديد ويرضوا بالرزق القليل الحلال بدلا من السباق المحموم فيمابينهم في رفع الأسعار.
لا شيء في الكون (لو نفكر) الا ووراءه رسالة من الله، ورحمة واسعة تشمل العباد

**********************

تعليقات