أجمل توقيع حضور- مقال

 


أجمل توقيع حضور
مقال بقلم/ عبده عبد الجواد
في زحمة الأيام، حين يرن المنبه قبل الفجر بقليل، كثيرون يختارون النوم ويتركون النور. ولسان حالهم : “اليوم عندي عمل”، “الدوام مبكر”، “أنا مرهق”!
فنطفئ نداء السماء بأصابع متثاقلة، لنكتشف لاحقًا أننا أطفأنا معه شيئًا من أرواحنا
الوظيفة رغم أهميتها كثيرًا ما سرقت منّا أجمل ما في الصباح لحظة الصفاء التي تسبق العالم..ذلك الوقت الذي يلتقي فيه العبد بربه بعيدًا عن الصخب، فيسكن قلبه قبل أن يضطرب اليوم بأكمله.
ونتساءل هل الوظيفة ومواعيدها المبكرة هى السبب الحقيقى لترك صلاة الفجر أحيانا أو ربما كثيرا ؟!
راجع نفسك فإذا كنت لا تقوم فجر الإجازات مثل الجمعة أو العطلات فالوظيفة ماهى الا علة واهية تعلل بها كسلك!
احدثك عن المستقبل لتدركه وتضعه ضمن جدول حاضرك لتسعد فحين تنتهي الوظيفة، أو تتبدّل الأيام نبدأ في تذوق معنى آخر للفجر..ندرك أن الصباح لا يبدأ عند ساعة العمل، بل عند سجدة الإخلاص، وأن الرزق الحقيقي لا يُحصى بالأرقام، بل بالبركة التي تُزرع في القلب منذ أول النهار.
صلاة الفجر ليست عبادة فحسب، بل تربية يومية للنفس تذكرك بمنبع الطمأنينة و تمنحك اتزانًا يجعل كل مهامك أيسر، وكل قراراتك أوضح..من ذاق طعمها، لم يعد يرى الصباح كما كان، ولم يعد يخشى التعب، لأن النور الذي يبدأ من السجود يكفيه ليواجه العالم كله.
فاجعل موعدك الأول مع الله قبل سيارة العمل وقبل المكتب وقبل لقاء الناس..ابدأ يومك من حيث يصفو قلبك، من حيث يتنزّل الرزق قبل أن تُفتح الأبواب.
جربها غدًا...نم مبكرا وقم قبل الناس بقليل، اغسل وجهك بماء بارد كأنه يوقظ روحك، واستقبل الفجر بقلبٍ جديد.
ثم امضِ إلى عملك وسترى الفرق..سيبدو كل شيء أهدأ وأقرب وأجمل..وحينها فقط ستدرك أن أجمل “توقيع حضور” في حياتك هو تكبيرة الإحرام في صلاة الفجر.
************
واخيرا هل تعايشت مع تجربة صراع الوظيفة والفجر؟
هل استشعرت جمال روحانيات الفجر؟
والى لقاء قريب باذن الله مع مقالات اخرى،،
عبده عبد الجواد

تعليقات